من الأفكار الجميلة لتربية أبنائنا مساعدتهم على كتابة خطة عمل لأي مشروع يودون القيام به..
وقد لا يحتاج الأمر في البداية إلى كثير من المقومات لكتابة هذه الخطة..لأن الهدف هو أن يفكر الابن بالتخطيط..قبل الشروع في عمله..ومع الممارسة والتدريب..يصبح التخطيط وسيلة لتحقيق أهدافه..
[] مقاييس مهمة قبل التعليم:
¤ هل يدرك ابني مصطلحات الوقت؟
- أمي لدي مسابقة أود المشاركة فيها.
تفرح الأم بالخبر..وتسحب ابنها..
- هيا يا صغيري..متى موعد المسابقة؟ يتلوى الطفل قليلا: ربما غدا..أو السنة القادمة أو أبعد من ذلك في الشهر القادم.
وهنا إشارة لطيفة من الطفل توضح لك بأنه لا يدرك المسافة الفاصلة بين الأزمان..ولا يدرك أن السنة أطول من الشهر..وأن الشهر سينقضي قريبا..
¤ هل يدرك أهمية الاستعداد المبكر؟
يتضح لك ذلك من طريقته في التعامل مع الواجبات المنزلية والأنشطة اللامنهجية..وكذلك إستعداده للخروج لأي مكان..فهناك أطفال يرون أن الوقت لا يكفي..وأن عليهم منذ بدء المهلة أن يعملوا..حتى ينهوا أعمالهم..ويسلموها في وقتها المحدد..
بينما آخرون ربما يكونون إنعكاسا لأسرتهم..يرون أن هناك الكثير من الوقت للعب وممارسة الحياة اليومية..والنوم..ومن ثم القيام بالواجبات..التي تنتهي متأخرة وبعد أن تندلع الحرب بين الأم وابنها..والحق أن هذا التأخير له عدة أسباب قد تكون اللامبالاة بأن يقدم الطفل أعماله أساسا..أو أنه يريد أن يقدمها كما يجب ولكن الحواجز بين الأعمال معدومة..وليس من السهل عليه تسيير القافلة كما يجب..
وأيا كان السبب..فإن مساعدة الابن على تقديم أعماله في وقتها المحدد ينمي لديه الإحساس بالمسئولية تجاه واجباته بالإضافة إلى تنمية قدرته على تنظيم وقته..وتقديم أعماله في الموعد المحدد..
وقد ذكرنا في مقال تنظيم الوقت لدى الأبناء..أن دور التنظيم يعتمد بالدرجة الأولى على الأم..فهي المرشد..والموجه..والصافرة التي تعلن إنتهاء وقت كل فقرة من فقرات العمل..والطفل في حقيقته أضعف من أن يحتوي هذا كله..وهو بحاجة إلى المساعدة حتى يقوى جناحاه ويطير في رحاب النجاح أسوة بالناجحين..
[] كيف يكتب ابني خطة العمل؟
هناك مسابقة..وعلى الطفل الإستعداد لها..تبدأ الأم بمحاورة ابنها ومساعدته في تدوين الأفكار كما يلي:
¤ مرحلة جمع المعلومات:
عم تتحدث المسابقة؟ من المسئول عنها؟ أين ستقام؟ متى موعدها..
..ومن خلالها يستطيع الطفل تنظيم أفكاره عند الإجابة على الأسئلة..وإذا لم يجب عليها فعلى الأم مساعدته لإستكمال المعلومات..بالتواصل مباشرة مع الإدارة المدرسية أو بتوكيله للسؤال..ومن الضروري ألا يأخذ هذا كله وقتا..أو يكون عائقا في طريق العمل الذي قد يكون مطلوبا في اليوم التالي..
¤ تحديد طريقة العمل:
كيف ستشارك في المسابقة وفيها يجيب الطفل بالخطوات العملية التي سيسير عليها للمشاركة..ودقة الطفل في توضيح خطوات العمل مؤشر قوي على مستوى وعيه بما هو مطلوب منه.. ودور الأم يأتي بإيضاح واجبات الطفل التي عليه القيام بها مع مراعاة عدم التحدث عن الصعوبات كبداية..لأن الصعوبات مهما كانت بسيطة تعد سببا قويا لإيقاف الطفل عن إستكمال مسيرة العمل..
¤ تحديد الخامات والأدوات:
هل ستحتاج إلى شيء كي تعمل؟ وعلى الأم أن تكون أكثر وعيا ومرونة بحيث تساعد طفلها في إختيار الخامات والأدوات الملائمة لظروفهم المادية..وقدرته كطفل في التعامل معها..
¤ تحديد المدة اللازمة للعمل:
متى تظن بأنك ستنهي العمل؟
وفي هذه المرحلة يصبح لدى الطفل تصور مبدئي عن الهيكل العام لعمله ويمكنه البدء في المرحلة التالية وهي مرحلة التنفيذ..
متى يبدأ؟
سؤال مهم! والإجابة هي الآن بالطبع..فكلما كان وقت البداية مبكرا..كلما كانت فرصة الإنجاز في الوقت المناسب أعلى..
¤ إنتبهي..سيتوقف!
نعم..فهو في منتصف الطريق قد يتوقف عن العمل لفتور همته..وهو كغيره من البشر..والنجاح لا يقاس بما لدينا من مواهب ومهارات..وإنما يقاس بإنجازاتنا..التي تعتمد على قوة الإرادة..وهذه القوة يستمدها الطفل من المسئول عنه..والذي يدفعه دفعا إلى الصعود..حتى تصبح الإرادة عادة لديه..
[] هل الطفل بحاجة إلى هدية:
إن الإنجاز بحد ذاته هدية قيمة يذوق الطفل طعمها..وما أكثر الساعين في المضمار الواحد وأقل الذين يصلون إلى خط النهاية..
الكاتب: هناء الحمراني.
المصدر: موقع رسالة المرأة.